الصرح لكروت كوزنبرج
صفحة 1 من اصل 1
الصرح لكروت كوزنبرج
Read more: www.ykuwait.net http://www.ykuwait.net/vb/showthread.php?t=46407#.UoENaqKQaLI#ixzz2kMDi0gpA
المصدر: منتديات ياكويت
الصرح
لكورت كوزنبرج
هذه القصة تشير الى ان الانتصار العسكري و السياسي لا يساوي شيئا امام انتصار الفن و الحضارة
يستطيع المرء ان يعود بالذاكرة الى احداث الحرب التي نشبت بين البلدين المتجاورين و لم يثبت في الحكم حينها ،أي من البلدين كان الأقوى ؟ اذا حين يمنى أحدهما بهزيمة في موقعة يحرص على تخفيض حدة التوتر بينهما على الفور بالجوء الى التريث و المناورة لذا اقتصرت الحرب ينهما على المناوشات الحدودية أول الامر وساد سلام ملغوم بينهما كما لم تكن الحالة حربا حقيقية أيضا اذ ان التمسك بالتعقل و الحكمة جعل القوتين متوازيتين .. فجأة انفجر الموقف دفعة واحدة وذلك عندما اعتلى (البينام) العرش هنا ، و وصل (مافالدوه) الى السلطة هناك .. كلا الملكين كان شابا طموحا ، و لوعا بالتفوق على الاخرين .. و كلاهما لا يتقبل النصح من احد ، وحين حاول وزراؤهما و مستشاروهما إسداءهما لهما احيلوا بالتقاعد مبكرين و اشتغلت مراكزهم بعناصر شابة . بعد تلك الاجراءات مباشرة استعرت الحرب و بدات بعنف و ضرواة .. و حري بالقول على المرء الا يظن أن (البينام) يمتلك افضل الجند ، أو كان قائدا محنكا و انما سر انتصاره يكمن فقط في ان له حظا في الحروب و انه استغل الحظ الذي حالفه ، لقد اطلق سهمه بنجاح ؛ فما استيقظ (مافالدو) الا و وجد جيوشه قد انهزمت ، و وجد وزراءه و قادتة في ايدي اعداءه البناميين .
المنتصر أحل البلدين بلدا واحدا ، وغدت قوته مضاعفة يمكن للعالم ان يحسب لها الف حساب .
و لكن ما مصير (مافالدو) فكر (البينام) طويلا بأمره ،كان بإمكانه أن يفعل بخصمه الخاسر ما شاء القتل أو الموت البطيء حتى لا يقوى احد من انصاره على ان يثير الفتن .أو ينفيه او يتقصى كل حركاته بدقة و عناية . لم تعجبه كلتا الفكرتين ؛ ذلك انه اراد ان يبرهن للعالم بانه لا يقيم لخصمه (مافالدو) أي وزنا و لا يعير له أيما أهمية
أستدعى اسيره و قاله له : انت ملك خسر بلده ، و لم يعد له أي أمل في هذه الحياة و لكن طالما انتى اسيري فتعيش و ينبغي ان تنفذ كل طلباتك ، و ان لا يعوزك شيء حتى تأتيك ساعتك فيزورك الموت في أسرك ... وقد يكون هناك احتمال ان يمتد بك العمر حتى ارذله و عندها ستتمنى لو كانت ايامك اقصر ، فما الذي تتمنى فعله ؟
ابتسم (مافالدو) و هو يقول : اذا كان علي ان اعيش ليضع الموت نهاية لذلك يوما فانا ارغب ان اشيد لي صرحا . تطلع (البينام) الى الاخرين بنظرات فاحصه هذه الفكرة صائبة ، لم أكن أتوقع أنه قادر على فعل ذلك .ثم هتف : ليكن لك ما تريده ن ابن لنفسك الدار الاخيرة ... نبئني ما هي مستلزمات عملك كي تهيأ لك ؟
أن تمنحني قطعة عقار يشد عليها الصرح ، و أرضا زراعية تحيط البناء و مقلعا ذا جدوي ، و عددا من نحاتي الحجر ، وجمعا مثابرا من العمال ... أنا لا احتاج لاي مصممين و مهندسين ، لاني امتلك الوقت و الرغبة لانفذ المخططات و الخرائط بنفسي .
سأهبك ماتريد هتف (البينام)، و من ثم أطلق سراح الاسير ... في الوقت الذي كان فيه (البينام) يدير شؤون حكم بلده الواسع بتدبر و حزم ، شرع (مافالدو)ببناء صرحة لهدوء و تمهل ... نفذت خطوات العمل الاولى دون حاجة الى خبرة اضافية ..حفروا اساسا عريضة و عميقة حسبما هو مخطط امامهم .. سيجوا المساحة كلها حيث بالاستطاعة ان يشيد عليها قصر شاهق .. أجل! كل من يتابع العمل بفضول عليه ان يخفف من غلواء تعجله ، لان البناء كان يشمخ ببطء في هذه الفترة الطويله قد تشرع مئات القوانين ، و قد يرقى مئات من الموظفين الى اعلى او يهبطون الى ادنى و لا احد يتكهن ماذا سيكون من امر الصرح عند شموخه ؟
كل ساعة و خاصة في الامسيات تزحف جموع من الشعب الى هناك تندهش لمرأى كتل الاحجار الكبيرة ... و تعجب من اسس سعة البناء .. ياله من حلم كبير ..!
النحاتون و البناءون الذين نهضوا بتشيد المهمة صار لديهم من الاصدقاء و المعارف اكثر مما كانو يتوقعون ..العالم كله رغب بان يعرف: كم مترا ؟ سيتطاول الصرح بعتقه ؟ و اسئلة مثل : كيف يمكنكم انجازه ؟ و ما المرحلة القادمة التي ستنفيذونها ؟ الا ان العمال العقلاء لم يكن لديهم اجابات مقنعة و لو تهيأ من بينهم مجيب فأنه دائما يشير الى (مافالدو) فهو وحده من يصدر الاوامر و هو وحده القادر على تنفيذ مخططاته السرية واحدا بعد الاخر ... أوامر بين يوم و يوم و ساعة بعد ساعة ... و لا احد يعلم عن العمل سواه .
العمال الميالون الى المبالغة المفرطة لم يدخروا وسعا ، لقد جهدوا كي يظهر عملهم عظيما ، و ادعوا ان هناك فخامة و عظمة لا يدانيهما شيء ، . لقد شغلوا الدنيا بالحديث عن اعجوبتهم ، اسهبوا في و صف المقاصير داخل الصرح التي تتضوع من عطور الزهور ؟ و الغرف التي تزين كل ركن من اركانها الوحات الفنية .. و حكوا عن الحمامات التي تتالاطم فهيا الامواج الزرقاء ، عن المرمر الفاخر الذي نحت منه النعش الذي ينزلق على عجلات ذهب خلال الممرات ، سعادة ستوهب للراحل الى عالم السماء ، سعادة لا يحلم بها حتى الاحياء ..! و ان كان ما زعموا كذبا اذن ، فما الحقيقة. الانفاق تضخم ، و القصر الحجري يوحي للزائر بأحلام عن مشاهد لا تصدقها العينان و هناك اكثر من ذلك .. زوار الصرح لم يكونوا من مواطني البلد نفسه و حسب بل كانوا من البلدان المجاورة ايضا و الذين كانت دهشتهم اعظم راحوا يلهجون بما سيصبح عليه صرح (مافالدو) .. اما عن تقدم البلد و عن اعمال حاكمه (البينام) المجيدة فلكم يجر على اي لسان .. الصرح صار حديث كل لسان ..
و ستبدو المسألة واضحة ، عندما نكشف بأن هناك بذرة غيرة تنبت في قلب (البينام) ضد (مافالدو) .. أنا اعمل بجهد و مثابرة حتى الموت –فكر الملك (البينام) طويلا – و اسيري يرصد نهايته لحظة بعد اخرى .. لماذا كل ما اقدمه لبلادي من انجازات ليس سوى امر عادي و طبيعي ، اما ما يعمله فهو فيهز المشاعر و النفوس، و كأنه معجزة ؟انا اعمل بينما هو يلعب و يلهو ، و مع ذلك يربح من لهوه هذا ، اذان فسوف الهو و العب لعبته لكي يعرف الملأ بأنني ايضا قادر على تقديم غير المفيد .
سعى الى (مافالدو) وحيدا دون حرسه الخاص ممن كان يلازمه دائما . عرض عليه المساعدة الا ان (مافالدو)رفض ان تمتد يد الملك المنتصر ، لتشارك في لعبته .
كلا قالها و ابتسم بأدب ، هكذا ما كان متفقا عليه من البداية . و ينبغي عليكم ان تلتزموا به و الا سوف تنقضون عهدكم ، و لا يليق ذلك بكم و انت ملك كان عهدك لي بأن ابني صرحا كما اريد و ارغب دون مشاركة من يد غريبة و دون تدخل من أحد . بهذا العهد التزم و اطمح بالتزامكم به ايضا .
رفع (البينام) حاجبيه الى الاعلى باستنكار و قال : باستطاعتي ان اجهز عليك مثل ما هو باستطاعتي الان . انت تحت رحمتي و تريد اجباري على الالتزام بعهدي ، هذا امر غير وارد . إني الان في حل عن عهدي . افعندك اعتراض على ان ازور المبنى و اطلع على خرائطه و أسهم في البناء وفق تصميم خاص بي . بناء طابق واحد او بناء غرفة واحدة صغيرة على الاقل ؟
انا لا اوافق ادار له (مافالدو) قائلا : بلدي اصبحت حصتك ، و لكن صرحي لا ينبغي الا يخلدك .. انت محظوظ في هذا العالم و انا سأكون محظوظا فيما بعده .. فحين تموت انت ، سأحيا انا .
حدجه (البينام) بنظرة حردة : أهذه هي الحقيقة ؟ ثم تحدث بصوت واهن : احقا ان نعشك سيحمل على عربة بعجلات ذهب تطوف بين الممرات ..؟
قيل هكذا عقب (مافالدو) : لكن الحديث كثير ، اما عن عجلا ت الذهب فهي تبرعات شخصية .
أكل هذه تبرعات الشعب ؟ عقب (البينام) متسائلا : اجل ، هي تبرعات الشعب أجاب (مافالدو) و هو ينكس راسه الى الارض .
فكر (البينام) مليا ، ثم هتف : مقابل اي ثمن ستتنازل لي عن صرحك ؟ مقابل استقلال بلدك ، اليس كذلك ؟ بلا اي ثمن .. و بجوابه انتهت المحاورة . ما هو الممكن ان تقوله لملك منتصر ؟ ليس بالامكان مساومة ملك منتصر .
المصدر: منتديات ياكويت
الصرح
لكورت كوزنبرج
هذه القصة تشير الى ان الانتصار العسكري و السياسي لا يساوي شيئا امام انتصار الفن و الحضارة
يستطيع المرء ان يعود بالذاكرة الى احداث الحرب التي نشبت بين البلدين المتجاورين و لم يثبت في الحكم حينها ،أي من البلدين كان الأقوى ؟ اذا حين يمنى أحدهما بهزيمة في موقعة يحرص على تخفيض حدة التوتر بينهما على الفور بالجوء الى التريث و المناورة لذا اقتصرت الحرب ينهما على المناوشات الحدودية أول الامر وساد سلام ملغوم بينهما كما لم تكن الحالة حربا حقيقية أيضا اذ ان التمسك بالتعقل و الحكمة جعل القوتين متوازيتين .. فجأة انفجر الموقف دفعة واحدة وذلك عندما اعتلى (البينام) العرش هنا ، و وصل (مافالدوه) الى السلطة هناك .. كلا الملكين كان شابا طموحا ، و لوعا بالتفوق على الاخرين .. و كلاهما لا يتقبل النصح من احد ، وحين حاول وزراؤهما و مستشاروهما إسداءهما لهما احيلوا بالتقاعد مبكرين و اشتغلت مراكزهم بعناصر شابة . بعد تلك الاجراءات مباشرة استعرت الحرب و بدات بعنف و ضرواة .. و حري بالقول على المرء الا يظن أن (البينام) يمتلك افضل الجند ، أو كان قائدا محنكا و انما سر انتصاره يكمن فقط في ان له حظا في الحروب و انه استغل الحظ الذي حالفه ، لقد اطلق سهمه بنجاح ؛ فما استيقظ (مافالدو) الا و وجد جيوشه قد انهزمت ، و وجد وزراءه و قادتة في ايدي اعداءه البناميين .
المنتصر أحل البلدين بلدا واحدا ، وغدت قوته مضاعفة يمكن للعالم ان يحسب لها الف حساب .
و لكن ما مصير (مافالدو) فكر (البينام) طويلا بأمره ،كان بإمكانه أن يفعل بخصمه الخاسر ما شاء القتل أو الموت البطيء حتى لا يقوى احد من انصاره على ان يثير الفتن .أو ينفيه او يتقصى كل حركاته بدقة و عناية . لم تعجبه كلتا الفكرتين ؛ ذلك انه اراد ان يبرهن للعالم بانه لا يقيم لخصمه (مافالدو) أي وزنا و لا يعير له أيما أهمية
أستدعى اسيره و قاله له : انت ملك خسر بلده ، و لم يعد له أي أمل في هذه الحياة و لكن طالما انتى اسيري فتعيش و ينبغي ان تنفذ كل طلباتك ، و ان لا يعوزك شيء حتى تأتيك ساعتك فيزورك الموت في أسرك ... وقد يكون هناك احتمال ان يمتد بك العمر حتى ارذله و عندها ستتمنى لو كانت ايامك اقصر ، فما الذي تتمنى فعله ؟
ابتسم (مافالدو) و هو يقول : اذا كان علي ان اعيش ليضع الموت نهاية لذلك يوما فانا ارغب ان اشيد لي صرحا . تطلع (البينام) الى الاخرين بنظرات فاحصه هذه الفكرة صائبة ، لم أكن أتوقع أنه قادر على فعل ذلك .ثم هتف : ليكن لك ما تريده ن ابن لنفسك الدار الاخيرة ... نبئني ما هي مستلزمات عملك كي تهيأ لك ؟
أن تمنحني قطعة عقار يشد عليها الصرح ، و أرضا زراعية تحيط البناء و مقلعا ذا جدوي ، و عددا من نحاتي الحجر ، وجمعا مثابرا من العمال ... أنا لا احتاج لاي مصممين و مهندسين ، لاني امتلك الوقت و الرغبة لانفذ المخططات و الخرائط بنفسي .
سأهبك ماتريد هتف (البينام)، و من ثم أطلق سراح الاسير ... في الوقت الذي كان فيه (البينام) يدير شؤون حكم بلده الواسع بتدبر و حزم ، شرع (مافالدو)ببناء صرحة لهدوء و تمهل ... نفذت خطوات العمل الاولى دون حاجة الى خبرة اضافية ..حفروا اساسا عريضة و عميقة حسبما هو مخطط امامهم .. سيجوا المساحة كلها حيث بالاستطاعة ان يشيد عليها قصر شاهق .. أجل! كل من يتابع العمل بفضول عليه ان يخفف من غلواء تعجله ، لان البناء كان يشمخ ببطء في هذه الفترة الطويله قد تشرع مئات القوانين ، و قد يرقى مئات من الموظفين الى اعلى او يهبطون الى ادنى و لا احد يتكهن ماذا سيكون من امر الصرح عند شموخه ؟
كل ساعة و خاصة في الامسيات تزحف جموع من الشعب الى هناك تندهش لمرأى كتل الاحجار الكبيرة ... و تعجب من اسس سعة البناء .. ياله من حلم كبير ..!
النحاتون و البناءون الذين نهضوا بتشيد المهمة صار لديهم من الاصدقاء و المعارف اكثر مما كانو يتوقعون ..العالم كله رغب بان يعرف: كم مترا ؟ سيتطاول الصرح بعتقه ؟ و اسئلة مثل : كيف يمكنكم انجازه ؟ و ما المرحلة القادمة التي ستنفيذونها ؟ الا ان العمال العقلاء لم يكن لديهم اجابات مقنعة و لو تهيأ من بينهم مجيب فأنه دائما يشير الى (مافالدو) فهو وحده من يصدر الاوامر و هو وحده القادر على تنفيذ مخططاته السرية واحدا بعد الاخر ... أوامر بين يوم و يوم و ساعة بعد ساعة ... و لا احد يعلم عن العمل سواه .
العمال الميالون الى المبالغة المفرطة لم يدخروا وسعا ، لقد جهدوا كي يظهر عملهم عظيما ، و ادعوا ان هناك فخامة و عظمة لا يدانيهما شيء ، . لقد شغلوا الدنيا بالحديث عن اعجوبتهم ، اسهبوا في و صف المقاصير داخل الصرح التي تتضوع من عطور الزهور ؟ و الغرف التي تزين كل ركن من اركانها الوحات الفنية .. و حكوا عن الحمامات التي تتالاطم فهيا الامواج الزرقاء ، عن المرمر الفاخر الذي نحت منه النعش الذي ينزلق على عجلات ذهب خلال الممرات ، سعادة ستوهب للراحل الى عالم السماء ، سعادة لا يحلم بها حتى الاحياء ..! و ان كان ما زعموا كذبا اذن ، فما الحقيقة. الانفاق تضخم ، و القصر الحجري يوحي للزائر بأحلام عن مشاهد لا تصدقها العينان و هناك اكثر من ذلك .. زوار الصرح لم يكونوا من مواطني البلد نفسه و حسب بل كانوا من البلدان المجاورة ايضا و الذين كانت دهشتهم اعظم راحوا يلهجون بما سيصبح عليه صرح (مافالدو) .. اما عن تقدم البلد و عن اعمال حاكمه (البينام) المجيدة فلكم يجر على اي لسان .. الصرح صار حديث كل لسان ..
و ستبدو المسألة واضحة ، عندما نكشف بأن هناك بذرة غيرة تنبت في قلب (البينام) ضد (مافالدو) .. أنا اعمل بجهد و مثابرة حتى الموت –فكر الملك (البينام) طويلا – و اسيري يرصد نهايته لحظة بعد اخرى .. لماذا كل ما اقدمه لبلادي من انجازات ليس سوى امر عادي و طبيعي ، اما ما يعمله فهو فيهز المشاعر و النفوس، و كأنه معجزة ؟انا اعمل بينما هو يلعب و يلهو ، و مع ذلك يربح من لهوه هذا ، اذان فسوف الهو و العب لعبته لكي يعرف الملأ بأنني ايضا قادر على تقديم غير المفيد .
سعى الى (مافالدو) وحيدا دون حرسه الخاص ممن كان يلازمه دائما . عرض عليه المساعدة الا ان (مافالدو)رفض ان تمتد يد الملك المنتصر ، لتشارك في لعبته .
كلا قالها و ابتسم بأدب ، هكذا ما كان متفقا عليه من البداية . و ينبغي عليكم ان تلتزموا به و الا سوف تنقضون عهدكم ، و لا يليق ذلك بكم و انت ملك كان عهدك لي بأن ابني صرحا كما اريد و ارغب دون مشاركة من يد غريبة و دون تدخل من أحد . بهذا العهد التزم و اطمح بالتزامكم به ايضا .
رفع (البينام) حاجبيه الى الاعلى باستنكار و قال : باستطاعتي ان اجهز عليك مثل ما هو باستطاعتي الان . انت تحت رحمتي و تريد اجباري على الالتزام بعهدي ، هذا امر غير وارد . إني الان في حل عن عهدي . افعندك اعتراض على ان ازور المبنى و اطلع على خرائطه و أسهم في البناء وفق تصميم خاص بي . بناء طابق واحد او بناء غرفة واحدة صغيرة على الاقل ؟
انا لا اوافق ادار له (مافالدو) قائلا : بلدي اصبحت حصتك ، و لكن صرحي لا ينبغي الا يخلدك .. انت محظوظ في هذا العالم و انا سأكون محظوظا فيما بعده .. فحين تموت انت ، سأحيا انا .
حدجه (البينام) بنظرة حردة : أهذه هي الحقيقة ؟ ثم تحدث بصوت واهن : احقا ان نعشك سيحمل على عربة بعجلات ذهب تطوف بين الممرات ..؟
قيل هكذا عقب (مافالدو) : لكن الحديث كثير ، اما عن عجلا ت الذهب فهي تبرعات شخصية .
أكل هذه تبرعات الشعب ؟ عقب (البينام) متسائلا : اجل ، هي تبرعات الشعب أجاب (مافالدو) و هو ينكس راسه الى الارض .
فكر (البينام) مليا ، ثم هتف : مقابل اي ثمن ستتنازل لي عن صرحك ؟ مقابل استقلال بلدك ، اليس كذلك ؟ بلا اي ثمن .. و بجوابه انتهت المحاورة . ما هو الممكن ان تقوله لملك منتصر ؟ ليس بالامكان مساومة ملك منتصر .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى